Monday, April 6, 2020

ومن الآباء ماقتل (وفاء)

شيئًا ما يؤرقني، يسلب مني ماتبقى من العمر، العمر الضائع في تربية أبنائي سعاد ومنال وهدى، كل مايجول في خاطري كيف مرت الايام وكبرت، كبرت! كبرت حتى ترهل وجهي القمر الساطع (كما كانت تصفة أمي)، سنوات مضت بين محاوله ودفاع وبكاء وألم، حذرني الجميع وعاتبوني ولاموني، ولكني لم أستسلم ظللت أردد أني أحبه. عندما يغمر قلبك ذلك الشعور القوي  فإنك حقًا لاتنتبه، إن كان شعورًا يحمل مستقبل مشرق أم أنه شعورًا يؤول بي للتدمير وإزهاق روحي دون رحمه. الحب! إنه يخترق قلبك ثم يتكون 
!بداخلك كالجنين فتظن أن السعادة قد فتحت لك جميع الابواب على مصرعيها، كبحر نغرق فيه دون عوده
 قد مرت السنوات ومر عمري ولاأنسى ماقاتله أمي منى الهلباوي : " مرآه الحب عمياء" رددتها على مسمعي العديد والعديد من المرات .. عندما يدق القلب تفقد البصر والبصيرة، انها عادة الحياة
.قطعت منال حبل أفكاري بصوتها الناعس لتنبهني أني قضيت الليل هنا  أمام الشرفه
...ساعات مضت وها قد أتى صباح آخر
ذهبت إلى عملي كالمعتاد، لكنه الشئ الوحيد حقًا الذي ينسيني ويحمل عني أثقالي وآلالامي، هرول الجميع بإتجاهي ليقدموا التهاني والمباركات، فقد وضعت سعاد أبنتي الكبيره طفلها الاول.. لاأنكر قلقي وخوفي عليها فهى مازالت طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة ، لملمت خوفي وتشتت أفكاري وأنا أرد التهاني بأبتسامة قلقة يملؤها الرعب والخنوع للواقع، ماذا أن كانت الأيام تحمل في جعبتها لأبنتي العزيزة نفس أقداري أن تشرق الشمس في أتجاه معاكس
 !أتريدين قهوة؟ .. قالتها زميلتي الجالسة بجواري وأنا أحترق بلهيب ذكرياتي - 
أمسكت فنجان القهوة السادة، السادة كحياتي لاسكر يحليها ولاشئ يغير لونها هي فقط ستظل هكذا فموافقتي على هشام زوجي كانت موافقة قلبية فلم أستشير عقلي ولم ينبهني هو بدورة عن طيش هشام وتهوره، لم يكن حتى أنسان سوي بالمره، وقد حذرني الجميع .. مازلت أتذكر، لم أنسى وأحن كثيرًا لتلك الأيام حين كان كل شئ يبشر بمستقبل واعد في عملي وحياتي مع من أحببت 
.سامحني ياالله فشعوري متضارب وسخطي يزيد والرهبة بداخلي تكبر والتعاسة أصبحت رفيقتي 
!فهل سيحمل أبنائي عبء قراري
 

No comments:

Post a Comment

رد روحي أعتدلت في جلستها، تنظر إليه بشئ من الحب المبهم، لاتفهم لماذا تحاوطها هالة من الإنجذاب الشديد إليه، الإنجذاب لحديثه، لذكائه، لسلوكه ا...